الناس يستخدمون غسالات يدوية تتألف من حوض كبير يضم بدالات تدار بأصابع اليدين لزوم تحريك الثوب وتصبّ عليها المياه بعد أن يتم تسخينها على مواقد الأفران. آلات ساذجة نعم لكن كانت تغني عن استخدام الأيادي البشرية في حركة مرهقة على أقل تقدير.. ومع الربع الأول من القرن الماضي أدخلوا تطورا جديدا بتركيب اسطوانة بطيئة الحركة وتدار باستخدام البنزين إلى أن بدأ تشغيل هذه الآلات بالكهرباء بعد عام 1930 في إنجلترا والولايات المتحدة. ولأن الغسالات الأولى كانت مصنوعة من الخشب فقد ظل تشغيلها مرهقا، إذ كان الأمر يتطلب التخلص باستمرار من مياه الغسيل وتزويد صورة غسالة خشبية قديمة
الماكينة بمياه ساخنة جديدة بعد إضافة الصابون.. وكم استراح الناس مع أواخر الثلاثينات عندما توصلوا إلى صنع الغسالات من المعدن مما أتاح وقتها إشعال نار من مدفأة أو موقد كيروسين تحتها لإبقاء المياه ساخنة باستمرار.
وكان الأمر بانتظار اختراع الموتور الكهربائي لكي يتاح التخلص من المياه العادمة خلال عملية دوران فائقة السرعة وعندما أذن القرن العشرين إلى انتصاف بدأت الشركات في طرح ماركاتها وأجهزتها التي أصبحت أو تكاد تصبح جزءاً لا يتجزأ من حياة الناس. والحق أن فكرة تصنيع جهاز آلي.. مهما كان ساذجا أو بدائيا لإنجاز عملية الغسيل سبق إليها الإنجليز منذ عام 1691 على وجه التحديد. وفي عام 1752 نشرت مجلة «جنتلمان» البريطانية موضوعا عن آلة لغسل الثياب، استوحاه بعد ذلك المخترع الإنجليزي هنري سدجر الذي أعلن اختراع غسالة ذات قرص دوار في عام 1782 وكان طبيعيا أن تنتقل أخبار الاختراع إلى أمريكا حيث عكف القوم على تطويره إلى أن استخدموا الكهرباء لإدارة أول غسالة كهربائية في عام 1906. وفي 9 أغسطس 1910، براءة اختراع غسالة كهربائية يحصل عليها ألڤا فيشر، من شيكاغو.
ونظرا لارتفاع السعر فقد تفتق ذهن مواطن أمريكي اسمه أندرو كلاين إلى تشغيل عدة غسالات كهربائية كبيرة الحجم وضعها في محل استأجره في إحدى مدن تكساس ودعا الزبائن إلى غسل ثيابهم في المحل لقاء أجر معقول ومعلوم. كان ذلك في عام 1934 وكانت تلك أول غسالة عمومية أو تجارية أو أول محل للتنظيف. ولم يطل الأمر إلا وقد تم التوصل إلى الغسالة الأوتوماتيكية في عام 1937. وتتراوح بداهة أحجام هذه الأجهزة بكل أهميتها الجوهرية للحياة الحديثة: ما بين غسالة المنزل التي تستخدمها ربة البيت أو معاونوها إلى الغسالات العمومية التي عمدت بعض المدن في أميركا أو كندا إلى تركيبها في ساحات الميادين ومحطات المواصلات الرئيسية حيث يستخدمها عموم الجمهور لقاء مبالغ زهيدة تدفع بالعملات المعدنية التي يتعرف عليها جهاز الماكينة وعلى أساسها يبدأ التشغيل..
وصولا إلى الغسالات الكهربائية العملاقة التي تستخدم في العمليات الصناعية المتخصصة من قبيل صناعات الغزل والنسج التي تتطلب عمليات التبييض أو الصباغة. صحيح أنها تستخدم أساليب الحاسوب الإلكتروني على أحدث ما يكون.. لكن الصحيح أيضا أنها لا تستغني ولو لحظة واحدة عن تيار الماء.. الذي عمدت إلى تثمينه واستخدامه أجيال سبقت إلى الحياة على سطح كوكبنا منذ مئات الآلاف من السنين.
صور الغسالاة القديمة يدوية بالكامل
اقدم غسالة ملابس بالعالم
غسالة ملابس قديمة تعمل بالكهرباء
الغسالة الحديثة اوتوماتيك
تاريخ صناعة غسالة الملابس