صناعة الزجاج

تشير الدلائل إلى أن مكتشف الزجاج بحار فينيقي سوري اكتشف الزجاج بعد عودته من رحلة تجارية في البحر المتوسط وبعد عودته إلى الساحل السوري الااد ان يطهو الطعام هو ومن معه فوضع تحت موقد النار بالصدفة قطعة من النيتر ( مركب الصوديوم ) فتفاعلت هذه القطعة مع لهب النار وامتزجت بالرمل الناعم على الشاطيء وشاهد البحار ( سائل لزج ) ولفت نظر البحار الذي وجد ان هذا السائل قد تحول إلى مادة شفافة وهو الزجاج الذي قام بتطوير صناعته الفينيقيون واشتهر بعد ذلك ، قدماء المصرين استخلصوا الزجاج لأول عام 1600 سنة قبل الميلاد . وكانت صناعة الزجاج محدودة وغامضة و مقتصرة على الكهنة والسحرة . فلقد كانت الأواني والقطع الزجاجية تعتبر مجوهرات وتحف زجاجية نادرة يمتلكها الأغنياء . انتقلت صناعة الزجاج من مصر و سوريا إلى الدول الرومانية حيث ازدهرت في عهدها تلك الصناعة ، وبعد ذلك ازدهرت في العصر الإسلامي ، ثم انتقلت إلى البندقية ومنها إلى فرنسا و ألمانيا و إنجلترا.
لقد تم تحضير الأدوات الزجاجية في بادئ الأمر بطريقة النفخ وفي مطلع القرن الحالي اكتشفت الآلات الاتوماتيكية في صناعة الأدوات الزجاجية .

مكونات الزجاج

أولا :المواد الأساسية وتضم :
1- الرمل أو السيليكا :يشكل حمض السيليكون المادة الأساسية التي يصنع منها الزجاج العادي ونحصل عليه من الرمل ولا يستخدم رمل الكوارتز نظرا للصعوبات وارتفاع كلفة التحضير للصناعة.
ويشترط في الرمل المستخدم أن يحتوي على نسبة عالية من أكسيد السيليكون تصل إلى 80% وان تكون نسبة الشوائب قليلة خاصة الملونة مثل مركبات الحديد .
2- مركبات الصوديوم حيث يعمل أكسيد الصوديوم على تقليل درجة الانصهار ويساعد في تشكيل الزجاج.
3- الكلس والدولوميت : حيث يساعد أكسيد الكالسيوم على تصليب الزجاج.
4- الفلدسبار :يستخدم بشكل كبير لوجوده بشكل نقي كما انه رخيص الثمن وينصهر بسهولة.
5- البوراكس : يحتوي على أكسيدي الصوديوم والبورون حيث أن هذه المادة تنصهر بشكل جيد وتقلل من معامل تمدد الزجاج . ولذلك نجد أن الزجاج الحاوي نسبة كبيرة من أكسيد البورون لا ينكسر إذا سخن أو برد فجأة .
ثانيا المواد الثانوية :
وتضم المواد التي تضاف لتحسين نوعية الزجاج كالمواد الملونة ومسرعات الانصهار والشفافية مثل أكسيد الرصاص وأكسيد التيتانيوم وأكسيد الباريوم .

مراحل صناعة الزجاج

تمر صناعته بأربعة مراحل هي:
1- الصهر: حيث تكون المواد الأولية قد حضرت على شكل بودرة أو حبيبات وتمزج مع بعضها البعض بنسب وزنية معينة ثم تدخل إلى الأفران الخاصة ومن الأمثلة على هذه الأفران:
أ- فرن الجفنة: وتبلغ سعته 2 طن من المواد الأولية ويستعمل لإنتاج أنواع معينة من الزجاج مثل زجاج البصريات والزينة.
ويصنع هذا الفرن من الصلصال أو البلاتين ولكن الصلصال قد ينصر جزء منه أثناء صهر الزجاج وبالمقابل البلاتين أغلى ثمنا.
ب- فرن الحوض:وهو عبارة عن حوض مصنوع من القرميد الناري ويتسع ل 1500 طن من المواد الخام.
2- التشكيل:يبرد مصهور الزجاج ببطء حتى يصل إلى مرحلة التشكيل بالدرجة المطلوبة، يتم التشكيل بإحدى طريقتين:
أ- النفخ والتشكيل اليدوي: يصب المصهور في القالب ويتم النفخ إما بالفم أو بالمنفاخ.
ب- النفخ أو التشكيل الآلي: حيث تتم عملية صب المصهور والنفخ آليا .
ويجب أن تتم عملية التشكيل في وقت قصير جدا حيث يتحول الزجاج خلال ذلك من عجينة إلى مادة صلبة .
3- التهذيب أو التبريد : وهي عملية تبريد الزجاج ببطء لتجنب تشققه وتكسره وتلافي تكون مناطق ضعف في الأدوات الزجاجية بعد تشكيلها،وتتم هذه العملية بوضع الأدوات الزجاجية في فرن التبريد على درجة حرارة تتراوح بين 400-600 ْم لفترة زمنية كافية ثم تبرد تدريجيا إلى الدرجة العادية من الحرارة وفرن التبريد عبارة عن قشاط معدني طوله 15-75 متر وعرضه1- 5 أمتار ويسخن الفرن كهربائيا أو بالمحروقات السائلة .
4- الإنهاء : يتم في هذه المرحلة تنظيف الأدوات الزجاجية وصقلها وقطعها وتصنيفها

تلوين الزجاج

يعود سبب ظهور الزجاج بلون ما إلى وجود مجموعات معدنية ملونة على شكل ايونات فيه .فمثلا يتلون الزجاج باللون الأصفر أو البني بوجود ايون الحديد الثلاثي ويمكن تحويل اللون الأخضر في الزجاج إلى الأصفر بإضافة ثاني أكسيد المنغنيز .
تصنع الأحجار الكريمة الصناعية بإضافة مساحيق المعادن الثمينة كالنحاس والذهب إلى مصهور الزجاج حيث تشكل تلك المعادن مع الزجاج محاليل غروية.[/color]

أنواع الزجاج

1-البيركس :يقاوم الحرارة فعند تسخينه لا ينكسر نظرا لصغر معامل تمدده بسبب احتوائه على نسبة عالية من أكسيد البورون وتصنع منه الصحون وكاسات الشاي وزجاجيات المختبرات .
2- الزجاج القاسي سيليكا 96 :يمتاز بصغر معامل التمدد وارتفاع درجة انصهاره.
3- الزجاج الصواني: يحتوي على نسبة كبيرة من أكسيد الرصاص ويلين بالتسخين ويستعمل في الأجهزة البصرية والمجوهرات الصناعية.
وهناك نوع آخر من الزجاج الصواني يحتوي على نسبة كبيرة من أكسيد البوتاسيوم وهو غير ملون وصاف ويستعمل في الأجهزة الكهربائية لانه رديء التوصيل للكهرباء.
4- الألياف الزجاجية :
هي عبارة عن خيوط أو ألياف زجاجية وتتم صناعتها بإمرار المصهور الزجاجي على شبكة بلاتين مسخنة كهربائيا بشكل مستمر حيث تنتج خيوط زجاجية تلف حول اسطوانة تدور بسرعة .
وتستعمل هذه الألياف الزجاجية :كمادة عازلة للحرارة وفي صناعة الملابس الواقية من الحريق.
5- الزجاج الضبابي غير الشفاف:
يصنع بإضافة مواد (تكون دقائقها في الحالة الغروية) إلى مصهور الزجاج حيث تبقى الدقائق عالقة لدى تبريد الزجاج وتجعله ضبابيا لأنها تنشر الضوء وتفرقه وذلك اختلاف معامل انكسارها عن معامل انكسار بقية الزجاج .

تصنيف حسب الاستعمال

1- زجاج الإنشاءات مثل زجاج النوافذ والأبواب والسيارات.
2- زجاج الآنية مثل زجاج القناني والأدوية.
زجاج البصريات مثل العدسات والمجاهر والتلسكوبات.

أنواع مختلفة من الزجاج

الزجاج العائم

ان مصطلح الزجاج العائم يرجع إلى طريقة التصنيع التي بدأت في بريطانيا بواسطه شركه الستير بيلكنجتون في عام 1959 والتي بواسطتها يتم تصنيع 90% من الزجاج المسطح. المواد الاوليه مثل الصودا،السيليكون، الكالسيوم، اكسيدالصودا والمغنيسيوم توزن جيدا ثم تخلط وتوضع في فرن حرارته 1500 سيليزيه. الزجاج المداب يتدفق من المصهر إلى حوض به مادة التن المدابه. العجيب ان عجينه الزجاج ومادة التن لا يختلطان ويصبح الجزء الملامس لمادة التن من الزجاج مستقيما تماما. وعندما يخرج الزجاج بعد ان يبرد قليلا من الحوض يوضع في مبرده حتى يبرد و يصبح بنفس برودة الجو.

الزجاج المظلل

هو عباره عن زجاج مسطح شفاف يدخل في مكوناته اصباغ من اجل اكسابه خواص التظليل وامتصاص اشعه الشمس. هدا النوع من الزجاج يقلل من اختراق اشعه الشمس لزجاج المباني. الزجاج الملون جزء مهم في التصميم المعماري والمظهر الخارجي للمباني. كما انه يتم استخدامه في الديكور الداخلي مثل الابواب واطراف السلالم والمرايا.

الزجاج المزدوج

هو عباره عن طبقتين من الزجاج العازل بينهما منطقه فارغه مغقلقه باحكام. من أهم فوائد الزجاج العازل توفير الشفافيه التامه و تقليل الفقد الحراري والذي يؤدي الي تقليل استهلاك الكهربائي .

الزجاج المقوى

عباره عن نوع من الزجاج المسخن او المقوى بالحراره. احدى اوجه هدا النوع من الزجاج يكون مغطى اما بالكامل او جزئيا بواسطه احدى انواع المعادن. وبالاضافه للدور الجمالي الدي يلعبه هدا النوع من الزجاج فانه يتحكم بدخول اشعه الشمس. يستخدم هدا النوع من الزجاج في العزل الحراري وتغطية الاسقف.

الزجاج المرشوش بالرمل=

هذا النوع من الزجاج يصنع بواسطة رش الرمل بسرعه عاليه على سطح الزجاج. هده العمليه تقلل من شفافية الزجاج وتعتبر اقضل من عملية جك الزجاج. في هده العملبه يتم يغطية الاجزاء التي يراد ان تبقى شفافه ويتم رش الرمل على الاجزاء الاخرى. تأثير هده العمليه على شفافية الزجاج يعتمد على قوة الرش ونوعية الرمل المستخدم. هدا النوع من الزجاج يستخدم للاغراض المنزليه والتجاريه على سبيل المثال الابواب وابواب الحمام والاثاث والفواصل والزجاج الداخلي.

الزجاج المقوس

هو عباره عن زجاج عادي مقوس بطريقه خاصه. يمكن استعماله في الاماكن الخارجيه مثل الشرفات ووجهات المحلات. كما انه يتم استخدام هدا النوع على نطاق واسع ابواب الحمامات والثلاجات والخزائن.

الزجاج العاكس

زجاج عادي مغطى بطبقه رقيقه من المعادن لتقليل اثر الشمس. استخدام المعادن يعطي الزجاج خاصيه عدم الشفافيه من جهة الطبقه حيث لايمكن للشخص ان يرى من خلال الزجاج.

زجاج المرايا

يستخدم هدا النوع في صناعة المرايا التي نستخدمها في حياتنا اليوميه.

الزجاج الشمسي

يستخدم هدا النوع من الزجاج في عمليه تصنيع الواح الطاقه الشمسيه التي تمتص الحراره وتحولها إلى طاقه كهربائي.

الزجاج المعشق

قالب:رئيسي: زجاج معشق الزجاج المعشق هوالزجاج الذى يلون أثناء تصنيعه بإضافة الأكاسيد المعدنية إلي التركيبة الأساسية له ويتم تقطيعه حسب التصميم المطلوب، سواءً أكان لنافذة أو أى جزء آخر في المبني، ومن ثم يتم تجميع هذا الزجاج وتشكيله بواسطة شرائط معدنية وغالباً ما تكون من الرصاص مع إمكانية استخدام الزنك و النحاس.
سمى بالمعشق لإدخال الزجاج داخل قنوات الشرائط المعدنية، وهو اشتقاق معروف في اللغة العربية في مفهوم كلمتى العاشق والمعشوق. فعلي سبيل المثال، الزجاج المعشق بالرصاص يكون فيه العاشق هو الزجاج والمعشوق هو الرصاص. ويتم باستخدام هذه الشرائط المعدنية تشكيل وزخرفة الزجاج للحصول علي التصميم المطلوب.
وقد عرف الزجاج المعشق كحرفة يدوية قديمة توارثتها الأجيال علي مر التاريخ، بعد أن عرف الإنسان مبكراً صناعة الزجاج عندما تمكن قدماًء المصريين (الفراعنة) من صناعة ما يعرف بالحواف المصرية وذلك خلال الفترة 2750-2625 قبل الميلاد. كانت هذه الحواف تصنع بطريقة لف شريط رفيع من الزجاج المصهور حول كتلة من الطين غير المتماسك لتشكل إطاراً لهذه القطع الطينية. ولقد كان هذا الزجاج من النوع المصمت (غير الشفاف) والنفيس والثمين جداً. وفى القرن الأول الميلادي، تمكن الرومانيون من استخدام الزجاج في النوافذ ولكن زجاجهم كان غير منتظم التشكيل ولم يكن شديد الشفافية. لقد برع العرب في هذه الحرفة، ويعتقد فريق من الاختصاصيين بأن نوافذ الزجاج العربى ظهرت في النصف الثانى من القرن الثالث عشر الميلادى بينما يري فريق آخر (وهو الأرجح) أن الزجاج العربى ظهر في القرن العاشر الميلادى خلال الحقبة البيزنطية في أوروبا. ولقد كان هناك طراز متميز لنوافذ الزجاج العربى وكان يسميه الغرب الموريش نسبة إلي عرب شمال أفريقيا أو المغاربة.
وكانت تتم صناعة هذا الطراز بإحدي طريقتين، إما بطريقة نحت الرخام أو الحجر وإدخال الزجاج في المكان المنحوت أو بطريقة وضع قطع الزجاج في اللياسة قبل أن تجف ويتم تقوية وتدعيم هذه اللياسة بوضع قضبان من الحديد داخلها، وبذلك تكون اللياسة المدعمة بالحديد محيطة بقطع الزجاج. والمثال القائم لهذه الطريقة هو نوافذ المسجد الأزرق في إسطنبول بتركيا. وكانت نوافذ الزجاج العربى في هذه الحقبة مشهورة بتصاميم الزهور.
وقد عرفت أوروبا نوافذ الزجاج العربى، المتميز بشفافيته والمزين بخيوط ملونة داخله، عندما دخل عرب شمال أفريقيا أو المغاربة إلي إسبانيا مما أتاح للأوروبيين تطوير الزجاج المعشق بما يتماشي مع فلسفتهم واعتقادهم واحتياجهم.
وتطورت صناعة الزجاج المعشق وأصبح استخدام الرصاص والنحاس كبديل للرخام والحجر واللياسة لتصبح تصاميمه أكثر جمالاً وأفضل جودة وأقل تكلفة.
وأصبح الزجاج المعشق تحفة فنية تضفى لمسة جمالية علي المبني وترفع قيمته الاستثمارية وتشعر من بداخله بالراحة النفسية.

زخرفة المرايا

فن الزخرفه والحفر والنقش على الزجاج فن منفرد بذاته حيث يجمع بين جــمال الالوان وانعكاس الضؤ على سطح المرايا لكي تضيف إلى المنزل بريـقاً ناعماً يعطي الشعور بالبهجة والسرور . استخدامات الزجاج المعشق يمكن استخدام الزجاج المعشق في العديد من المبانى السكنية والتجارية بالإضافة إلي الجوامع والمساجد. ويمكن وضعه في أى جزء من أجزاء المبانى، ويفضل أن يكون معرضاً للشمس لإبراز جمال ألوان الزجاج وخصوصاً عند انعكاس تفاصيل التصاميم علي الجدران والأرضيات وكذلك لتخفيف حدة أشعة الشمس. كما يمكن استخدامه في القواطع الداخلية بغرض حجب الرؤية وإعطاء خصوصية واستقلالية للمكان. ومن أجزاء المبني التى يمكن استخدام الزجاج المعشق فيها ما يلى:
- القبب والمناور السماوية المفتوحة؛ وهى فتحات سقفية إما دائرية الشكل أو مربعة أو مستطيلة أو سداسية أو ثمانية الأضلاع أو بشكل قبة محدبة للخارج أو مقعرة للداخل أو هرمى أو مسطح منبسط.
- نوافذ القبب والمناور السماوية الخرسانية وهى نوافذ بأشكال هندسية مختلفة وقد تكون منحنية أو مستقيمة الشكل.
- الواجهات الزجاجية المطلة علي الصالات والدرج.
- نوافذ المبني الرئيسية.
- نوافذ الأبواب والمناور الجانبية للمداخل.
- القواطع الداخلية ما بين المجالس.